الصفحات

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

حساسيه العقول

عارفين
ناس بتشتكى من صغرها ان لها حساسيه معينه
زى مثلا عينيها بتحمر قوى وقت الربيع (حساسيه الربيع)
او لما ياكل موز جسمه كله تطلع فيه بقع حمراء ويهرش جامد (حساسه لاكل معين)
او عنده ازمه صدريه وكل ما يشم روائح معينه يتخنق جدا وميقدرش ياخد نفسه
او حد عنده حساسيه للذهب فميقدرش يلبس اى حاجه فيها دهب

نفس الحساسيه اللى ممكن يكون بعضنا عنده نوع منها او يعرف حد عنده

الحساسيه دى موجوده عند معظمنا

بس فى عقولنا ......


فى مواقف معينه فى حياتنا مش بنعرف نعديها بسهوله ..
لو حد قالى كلمه معينه بفهمها بطريقه تانيه
لو حد عمل موقف بترجمه انا بطريقتى لحاجه مختلفه خالص

كتير -وانا منهم- بنعانى اننا لا نفهم بعض الامور على حقيقتها
تتدخل عوامل كثيره فى تعاملنا للامور وابرزها الخبرات السابقه ..

ادمنا وضع قوالب للبشر ..
البنت دى اللى لبسها كذا يبقى كذا ..
الولد اللى بصلى كان قصده يدايقنى ..
البنت اللى بتدافع عن حقوقها .. لأ دى مأفوره قوى وعمله  نفسها راجل
الولد اللى يتكلم عن دور الرجل فى البيت وخضوع المرأه .. لأ ده من عصر حجرى متخلف
شايف فلان لسه داخل مع فلانه .. اه مهو فى بينهم حاجه
الانسان اللى عايشها ببساطه .. لأ ده عبيط

الى اخره من مواقف يضيق بنا المكان ان نذكرها

ولكن القاسم المشترك بينهم هو الحكم ورد الفعل التلقائى لموقف بناء على قوالب معينه فى اذهاننا ..

الحقيقه يا عزيزى
ان الموز مش غلطان فى حاجه !
ولكن جسدك تفاعل معاه بطريقه خاطئه لوجود عيب معين يحدث من جسدك اثناء هضمه

الموز برىء منك !
الذهب برىء من جلدك !
وجو الربيع ولقاح الازهار برىء من صدرك ونفسك وعينك !

عندما نقترب من اى منهم سنجد حقيقه مختلفه تماما عن تلك التى فى اذهاننا ونتفاعل على اساسها
وفى الكثير من الامور تكون الحقيقه صادمه لنا لاختلافها الشديد عما هو فى اذهاننا

تلك المراه التى ترى ملابسها غير لائقه
قد تفتقد حنان وحب واهتمام رضعته انت من صغرك ..
قد يكون هذا هو مجتمعها وانما انت الذى غريبا عنها وعن ثقافتها
قد تكون تشعر بقيود وتريد حريه
قد تريد ان تثور على القوالب التى وضعها مجتمعها فيها

من ادراك ؟! 

فلنفحص انفسنا ونمتحن افكارنا ..
لنتحرر من حساسيتنا للماضى
لنجتهد ان نفهم الامور على حقيقتها
لنعترف اننا بشر قد نكون على صواب وقد نكون مخطئين
اذ كنت لا تعرف الحقيقه اسال
ضع احتمالات ولا تفرض امرا واحدا على انه الحقيقه

فمن منا قد تحرر من كل قالب داخله ويجزم انه يرى الامور على حقيقتها ؟!