الصفحات

الأربعاء، 9 يناير 2013

اوع لا تَتْبَل تانى !

اوقات كتير بنسأل نفسنا بعد مرور بعض المواقف ..
هو ازاى انا عملت كده ؟؟ هو عقلى كان فين ؟! ازاى انا مشيت كده ورا مشاعرى وتجاهلت كل صوت جوايا بيقولى ان اللى بعمله ده غلط ؟! ازاى انا انفعلت بسرعه كده وغضبت جدا من موقف او كلمه وقلت كلام ميصحش اقوله ؟ هو انا ليه مستخدمتش عقلى ؟!


هحكيلك حكايه لطيفه عن احدى مهام منطقه اسمها ال Cortex اللى هى اعلى حاجه فى جهازنا العصبى المركزى Central Nervous System 

احنا لما بتتولد بيكون جهازنا العصبى لسه متكونيش كويس immature يعنى اعلى مراكز فى مخك cortex لسه مجهزتش .. المراكز دى مهمتها هى التحكم فى الكهربا الزياده اللى بتطلع من مناطق تحت ال cortex اسمها Subcortical Areas وكمان بتتحكم فى ردود افعالك ..يعنى بتخليك تتكلم كلام مظبوط من غير تهتهه وتعرف تعمل بايدك الحركات الدقيقه زى انك تزرر القميص او تمشى على خط مستقيم وكمان بتخليك تعرف تتحكم فى نفسك وفى ردود افعالك ..


اسهل مثال هاخده واتكلم عليه فى الموضوع ده هو قدرتك على انك تمسك نفسك لفتره كبيره من دخول دوره المياه رغم انك عاوز تدخل ..
احنا قلنا ان البيبى اول ما بيتولد بتكون منطقه ال cortex لسه منضجتش فاول ما المثانه بتاعته بتتتملى بول بكميه معينه هو بيفضى على طول الكميه دى اىّ ان كان هو فين .. ببساطه هو يعجز تماما عن انه يمسك نفسه لغايه ما يكون موجود فى مكان و وقت مناسب انه يفضى المثانه ..
ودى بنسميها Automatic bladder يعنى اول ما المثانه تتملى بمقدار معين بتفضى على طول ..


وحبه بحبه لما الطفل بيكبر بتبتدى منطقه ال cortex فى النضوج التام وبتبتدى تمارس اعلى سلطاتها فى الجهاز العصبى المركزى .. ومن خلال مثالنا ده المثانه مبتبقاش Automatic ولا اول ما تتملى تفضى
لا لا .. المثانه اول ما بتتملى شويه بول بتبعت لل cortex تقلها هو الوقت مناسب ولا لأ ؟! المكان مناسب ولا لأ ؟! 


وهنا تقيم ال cortex موقفك .. فاذا كنت موجود فى مكان او وقت مش مناسب بتبعت اشارات تثبيطيه يعنى تقول للمثانه لأ استنى شويتين كده مش دلوقتى .. وتستسلم المثانه لسلطان ال cortex عليها .. وكل ما كميه البول بيزيد داخل المثانه بتبعت اشارات اكتر لل cortex بتعرفه بالوضع فاذا كان مناسب تسمح للمثانه بالانقباض وتفريغ البول ..



وبيستمر معك الموضوع ده طول عمرك لان ال cortex خلاص نضجت ..
ولكن لو جه مرض ما سواء فى ال cortex وبوظها او فى الاعصاب الموصله بينها وبين المثانه وانقطع هذا الاتصال الفريد فترجع مثانه الشخص الى طبيعتها الاولى Automatic bladder تتصرف كيفما تشاء .. ليس لاحد سلطان عليها ولا تهتم لا بالمكان ولا الزمان المناسبين .. اينما امتلئت انقبضت وفرغت ما بداخلها ..
حكيتلك حكايه طويله عريضه .. بس لو وصلت لهنا فخد بالك علشان هنا بقى الزتونه ..
ربنا ادانا نعمه عظيمه جدا اسمها العقل وده اللى بينضج بالخبرات والتجارب سواء الشخصيه او تجارب الاخرين من خلال القراءه ..
وبالعقل ده بنعرف نحدد تصرفاتنا ونضبط مشاعرنا وانفعالاتنا ونتخذ قراراتنا بدون عصبيه او اندفاع او تسرع ..
الوقت اللى تلاقى فيه مشاعرك هى اللى ممشياك غصب عنك او انفعالاتك اصبحت سريعه او قراراتك واحكامك بقت هوائيه مزاجيه ..
اعرف انك رجعت طفل صغير ب automatic bladder !

فالحق نفسك بسرعه وحكم عقلك وفكرك قبل ما تغرق الدنيا وترجع تبلل نفسك من تانى زى البيبى !


معلومات طبيه اكتر هتلاقيها هنا :